العنقـــَاء..و…
قيـــَامة الروح !
..وهكذا يحمل (العنقاء) بقايا جسده القديم وهو يرفرف بجناحيه عاليا، ملقيا التحية إلى الجموع التى إحتشدت لرؤيته فينتصب رافعـاً جناحيه إلى أعلى، ثمَّ يُصفِّق بهما تصفيقــاً حاداً، حتى يلتهب الجناحان وكأنهما مروحة من نار تحرقه فلا يبقى منه إلا رماده… ولكن ما هى إلا لحظات حتى تقوم قيامة العنقاء من وسط ذلك الرماد بعنقاء جديد فائق الشبه بالقديم….ليُعاود الطيران من جديد.
ولا شك أن العنقاء مخلوق اسطورى يجمع بين الجمال والقوة معا وقد جسدته الثقافات المختلفة على جدران المعابد وفى المخطوطات القديمة وذكرته(الميثولوجيات) وعلم الاساطير فى حكاياتها ولم يتم ذكره اعتباطيا على طريقة (خالتى بمبة اللتاتة) بل كان فى ذكره تجسيدا فلسفيا لعقيدة البعث واستئناف الحياة بعد الممات.
تلك العقيدة التى أقصد بها هنا قدرة الروح الإنسانية على إستئناف تواجدها مرة آخرى من بين رماد الأوجاع بعد كل إخفاق مؤلم أو فقدان مرير ، يطفئ معه شغف الروح للسعى وإستمرارية النضال…والأكيد أننا لسنا جميعا سواء فى سرعة القيام وحقيقته مرة آخرى فتلك قدرة تركن أولا وأخيرا إلى عقيدة الأفراد بل وحتى الأمم الفكرية و إيمانياتهم بأن تلك الإخفاقات ما هى إلا مرحلة إنتقالية لولادة الروح من جديد مستأنفة الحياة بما تعلمته دون أن يصيب ذلك جمال طهارتها ونقاء إستقامتها.
لأنها وأن حدثت فإنما لتخاطب وعى الإنسان وتغير من طريقة فكره ورؤيته للأمور وتنبهه بأن الروح كـــَ….العنقاء لها دائما قيامتها،،،،