الامان هو الابتعاد .. بقلم مي محمد

قالت : بعد زواجي كنت اغلق الباب من الداخل كل ليله ولم اعلم قط سبب هذا الفعل ولكني اعتدت ان افعل ذلك لمدة تزيد عن خمس سنوات دون التوقف حتي يوما واحدا .حتي جاء ذلك اليوم الذي اغلقت فيه الباب كما اعتدت ان افعل كل ليلة ولكنني يومها وقفت ونظرت إلى الباب واخذت افكر فيما اشعر ولامس روحي خوف كبير . هل اغلاق الباب سيعوضني الامان الذي احتاج اليه معه ! هل سيحميني من هؤلاء الذين لا ضمير لهم في الخارج .. هل يجب علي ان اغلق كل الابواب التي في داخل هذا السجن الصغير الذي اوصده واحكم اقفاله كل ليله .ام علي ان اغلق الابواب واوصدها بيني وبين ذلك الذي يقتلني بصمت كل ليله ويسرق مني سنوات عمري ..يومها فقط ادركت اني افتقد الامان معه.. كنت اعلم انه لن يحميني لن ينقذني من اشباح خوفي .. لماذا اذا ! لانه غير قادر علي حمايتي من تلك الوحوش التي تسكنه .. لا يحمي انثاه من شيطانه القاسي .. ولا من اسواط غضبه العارم .. ولا من صمته المميت .. كيف تشعر المرأه بالامان مع رجل لم يشعرها يوما انه يخاف عليها حتي من نفسه .. لم يشعرها انها يمكنها ان تستند عليه بلا خوف .. رجل واي رجل هذا !..

وكأن الامان الوحيد كان في الابتعاد عنه الي الابد .

أضف تعليق