الفانوس د. حنان الشرنوبي

ظلام دامس تشقّه أمي بفانوس صغير به شمعة نحيفة دامعة تلهب حرارتها أنحاء الفانوس ؛ فيصيب أصابعي الصغيرة ..أبكي وألعن الظلام!
أصبحتُ في الخامسة من عمري ،ذهبتْ أمي لشراء لوحة مطرزة من معرض الأنتيكات ولمحت في ركن علوي فانوسا ، هو الأحدث والأغلى ،إذ يحمل بداخله مصباحا صغيرا يعمل بالحجارة ،كما زُيِّنت أنحاؤه بفرخٍ أصفر صغير محاط بزهور حمراء .. أشرتُ إليه متوسلة إلى أمي بشرائه ،تبسمت لي بحنو ..كان الظلام في الشوراع دامسا أمسكت أمي يمناي والفانوس في يسراي ..أري ظلالا كبيرة لوجوه مبهمة..قمت بتشغيل الفانوس ..فجأة أُضيء الشارع بظل كبير للفرخ والورود التي زينت بظلالها الأرض،دون أن تلتهب أصابعي ، صحت بضحكة جزلة ..بدأت أرى نساء ورجالا يبتسمون لي أو يمتدحونني ويقبلونني ، عدت وأمي للمنزل الذي عاد إليه الضوء الدافئ ممزوجا بفرحتي ، إلى أن أطفأ أبي الفانوس .

أضف تعليق