يتناول كتاب ترابط اللفظ في تماسك النص للكاتبة شيماء الأشقر المعايير اللفظية المؤدية لتماسك النص وترابط أجزاءه ، من خلال تحقيق الوحدة الفنية والتي تعنى تنسيق الموضوع تنسيقاً عضوياً ، بأن يوصل الموضوع السابق للاحق وتكون مع هذا القصيدة مترابطة في شعورها واتجاهها ، وذلك من خلال توضيح كيفية تحقق هذه الوحدة ، وشروطها وعناصرها .
ثم تنتقل الدراسة إلى بناء النص وألفاظه أي نحو النص الذي يتناول كل أشكال الأبنية ، وأنواع السياقات ، ومستويات اللغة ، ودرجات الربط النحوي ، والتماسك الدلالي وذلك نظرياً وتطبيقياً .
وقد حدد العلماء معايير للنص وبدونها لا يكون نصاً وأهمهما معيار السبك ومعيار الحبك .
واختص معيار السبك باللفظ ، أما معيار الحبك فاختص بالمعني ، واتخذت هذه الدراسة معيار السبك وأدواته بشيء من التفصيل .
السبك : هو معيار يهتم بظاهر النص ودراسة الوسائل التي تحقق خاصية الاستمرار اللفظي ، من خلال تعاقب الزمن والحدث والمبني النصي فيحتفظ النص بكينونته واستمراريته .
ووسائل السبك هي أدوات الترابط الرصفي ، ففي كل مرحلة من مراحل الخطاب نقاط اتصال بالمرحلة السابقة وكذلك بالمرحلة اللاحقة وهذه النقاط هي ادوات الترابط وهي (الإحالة _ التكرار _ الحذف) وجاءت بالتفصيل في الكتاب متخذة ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات نموذجاً تطبيقياً .
الزيات : هو شاعر مبدع من شعراء العصر العباسي برع في اللغة والنحو والشعر وعلوم الشريعة وعاش في فترة الازدهار الثقافي والأدبي والعلمي ببغداد ، وأثنى عليه كثير من العلماء والأدباء والمؤرخين والخلفاء فكان اختياره إضافة لثراء البحث .
جاء الجانب التطبيقي في ثلاث فصول وهم :
• الإحالة:
هي علاقة معنوية بين ألفاظ معينة وما تشير إليه من أشياء أو معاني وتعطي هذه الألفاظ معناها عن طريق قصد المتكلم مثل ( الضمير واسم الإشارة والاسم الموصول ) .
فالنص عبارة عن جمل ذات تتابعات جملية ، تستطيع الإحالة أن تحقق الربط بين الجمل فتحقق تماسك النص بأكمله ، ويتضح ذلك في التطبيق العملي من ديوان الزيات .
• التكرار:
هو إعادة لفظ أو عبارة داخل السياق مما يجعله مترابط وهو ليس عيبا مالم يتجاوز مقدار الحاجة وله أيضا قيمة سمعية وهذا ما يلجأ إليه المطربون وصانعوا الألحان ، ويذكر الكتاب دوره وأغراضه وألوانه البديعة وغيرهم مع التطبيق العملي على ديوان الزيات .
• الحذف:
من طبائع اللغة العربية أنها لغة تقوم على الإيجاز والاختصار قالو قديماً “البلاغة الإيجاز” ، والحذف أحد ضروب الإيجاز وجاءت الدراسة التطبيقية من ديوان الزيات لتوضح أهمية الحذف وتظهر أنواعه وتكشف ملامحه ووضعه بالنسبة لشكل وبناء العمل الأدبي .