دراسة للكاتب/محمد محمود محمد عبدالواحد في رواية “عاشت في قلبه” للكاتبة اماني عز الدين

.الرواية تنتمي إلى الأدب النثري والسرد القصصي، وتتناول العديد من الشخصيات التي تتميز بأحاسيسها واندفاعاتها وانفعالاتها ودواخلها. رواية اليوم من نوع الروايات الاجتماعية، وقد استطاعت الكاتبة أن تنسج خيوطها بعذوبة وحرفية، من خلال الأحداث والشخصيات والأسلوب والحبكة والحوار والزمان والمكان.في بداية الرواية، قدمت الكاتبة المعلومات الضرورية عن الشخصيات والبيئة التي تجري فيها الأحداث. حددت الكاتبة الشخصية الرئيسية، وهي الدكتور وصفي زين الدين، ثم قدمت شخصيتين تمثلان دور الخصم أو الطرف الآخر، وهما امرأتان: حياة وجُنة. أما الشخصيات الثانوية في الرواية، فهي: عم بكر، عنان السوري الجنسية، فريدة هانم، عم فرغلي، مصطفى، ريهام، وعيسى.أما الزمان، فهو فصل الشتاء، بينما تدور الأحداث بين مدينتي الإسكندرية والقاهرة. تُعد الحبكة نواة الرواية، حيث تتكون من سلسلة من الأحداث المترابطة التي تشكل التسلسل الزمني والمنطقي للقصة.تتناول أحداث الرواية قصة زواج وصفي من حياة، ابنة عمه، بناءً على رغبة والده، رغم أنه لم يكن يرغب في الزواج. وافق وصفي على هذا الزواج فقط ليتمكن من إكمال رحلته وتحقيق حلمه المنشود. في بداية الرواية، تصف الكاتبة طبيبًا نفسيًا تخرج من الجامعة ولديه فرصة للسفر، ولكنه يُجبر على الزواج من ابنة عمه التي تحبه دون علمه. رغم ذلك، عاش معها ببرود تام حتى صارحها برفضه لها، فغادرت حياة وتركته مع مجموعة من الرسائل والخطابات.ثم تظهر جُنة، التي تعمل سكرتيرة له، فيتعلق بها ويعشقها. لكن ما فعله بحياة يبقى عائقًا أمامه، فتغادر جُنة هي الأخرى إلى بلد آخر وتقرر الزواج من شخص آخر.عند قراءة الرواية، نجد أن حلاوة السرد تجعل القارئ مشدودًا للأحداث، غير قادر على الإفلات من قيود الكاتبة. الأحداث متسارعة، البناء محكم، واللغة سهلة وبليغة، تُشعر القارئ بأنه يعيش داخل الأحداث وكأنه أحد الأبطال.هناك بعض الملاحظات التي أثارت انتباهي في رواية “عاشت في قلبه”:1. قدرة الكاتبة على سرد التفاصيل بدقة بالغة.2. إضافة معلومات وجمل مأخوذة من علماء ومفكرين وفلاسفة داخل الرواية، ودمجها مع الأحداث ببراعة.3. أمانة الكاتبة في الإشارة إلى أسماء من قالوا هذه العبارات.4. حرص الكاتبة على تقديم معلومات تثقيفية تزيد من وعي القارئ، مما يجعل الرواية إضافة قيمة لكل قارئ.في نهاية مداخلتي، أود أن أقول للكاتبة إن العمل الذي تناولناه اليوم بالبحث والتحليل هو عمل متكامل يستحق القراءة، ويستحق أن يكون في مكتبة كل بيت. يناسب جميع الأعمار، حيث إنه خالٍ من أي ألفاظ خارجة أو إيحاءات غير مناسبة.ختامًا، أتوجه بخالص الشكر والامتنان للكاتبة على هذه الجرعة الأدبية الرائعة، وأتمنى لها دوام التقدم والرقي والإبداع.

أضف تعليق