أيها السيد المطاع المتوج تاجاً على الرؤوس الحامل ماء الأمان لمن تبعوك، والباسط كف الإحسان لمن أيدوك، هاأنت الآن تقف على أعلى قمة من جبل شموخك تنظر في وجوه الأتباع ، تبحث عمن يستحق أن يكون خليفة لك، لا أحد هناك تراه مستحقاً لاعتلاء قمة جبل دانت لك منذ سنين، لا ذرية لك، لا أهل، لا خلان، كنت ترى الجميع ابناء، الجميع أخوة، الجميع كف مقبوضة ضد كل عدو لعين، وهاأنت بعد هذا العمر ترى مالم تره من قبل، العيون تبرق والكلام هادر يهز الفضاء من حولك، لكن القلوب خواء.
هيا أيها السيد المطاع نفذ مافكرت فيه، لا جدوى من البقاء داخل جدران خالية من الروح، الذهاب متاح ، فاذهب، الفرصة لن تأتيك مرتين، اليوم قرأت ماخلف جدران العيون ، غدا لن تقرأ ولن تستطيع أن تقف هكذا لتنظرـ فترفق بنفسك واختر لنفسك نهاية تليق بك، نعم تحرك، امض، خذ سبيلك إلى حيث تريد تاركاً لهم كل شيء، قمة الجبل والسلطة والمهابة وكل مايطمحون إليه، هم يتنافسون على هذا ، فاعطه لهم راضيا وامض لحال سبيلك .
هذا هو الفوز الحقيقي.
فامض
امض في أمان الله
واكتب بماء العين : لن يفلح من اشترى السراب.